عدد المساهمات : 1267 تاريخ التسجيل : 17/07/2014 الموقع : http://www.mohamedgalal.org/
موضوع: حكايات وتاريخ حلويات ومشروبات رمضان الإثنين يوليو 21, 2014 2:27 pm
من الكنافة إلى قمر الدين.. حكايات وتاريخ حلويات ومشروبات رمضان
الكنافة
يحمل شهر رمضان على مدار رحلته فى الزمان والمكان ووعى الناس، منذ فرض الله الصيام على المسلمين وبدأ الشهر فى ترتيب طقوسه وعاداته وروحانيته، يحمل الكثير من التفاصيل والمفردات الحياتية المرتبطة بأنماط المأكل والعبادة والتواصل الاجتماعى، ليصبح الأمر مع الوقت ارتباطًا وثيقًا لا يمكن أن نتخيل رمضان دون بعض الأشياء، ومنها حلويات رمضان الشهيرة كالكنافة والقطايف وغيرهما. فى رمضان تتعدّد أصناف وأنواع الطعام على موائد شهر رمضان، فتجد كل ما يطيب لك من مأكولات أو مشروبات أو حلويات، وحديثنا اليوم عن الحلويات والمشروبات والتى تُعدّ إحدى علامات شهر رمضان، ففى جولة عبر العصور والقارات نتعرف معًا على تاريخ وأصول أشهر هذه الحلويات والمشروبات.
* الكنافة يرجع سبب تسميتها إلى اللغة الشركسية، وكان يطلق عليها اسم “تشنافة” وهى مكونة من كلمتين “تنشا” تعنى البلبل، و”فه” وتعنى لون، أى أن كنافة تعنى “لون البلبل”، وقد تعددت الروايات حول أصل الكنافة، وكانت الرواية الأقرب للحقيقة أن الفاطميين هم أصحاب الفضل فى ظهورها، كما أكد الكثيرون أن أول من تناول الكنافة فى رمضان هو معاوية بن أبى سفيان، والى الشام وخليفة المسلمين فيما بعد، لتمنعه من العطش فى أثناء الصيام، لذلك أطلقوا عليها “كنافة معاوية”، ومن أشهر أنواع الكنافة المعروفة عربيًّا “الكنافة النابلسية”.
* القطايف القطايف حلوى عربية يشتهر بها أهل الشام ومصر وتونس، وترتبط بشهر رمضان أكثر من غيره من الشهور والمواسم، كما تشتهر بها أيضا مدينة نابلس الفلسطينية، وتختلف الروايات حول أصلها، ولكن الرواية الأرجح تقول إنها ظهرت فى نهاية العصر الأموى وبداية العصر العباسى فى عام 98 من الهجرة، ويُعدّ الخليفة الأموى سليمان بن عبد الملك هو أول من أكل القطايف فى رمضان، ومن وقتها وهى مرتبطة بهذا الشهر.
* أم على أقامت “أم على” حفلاً كبيرًا احتفالاً بموت السلطانة “شجر الدرّ” التى قتلتها لتأخذ بثأر زوجها بعد أن قتلته لتستولى على الحكم، وكذلك احتفالًا بتنصيب ابنها “على” ولىّ العهد، ومن شدة فرحها بتلك المناسبة أمرت بخلط كل الدقيق والسكر والمكسّرات فى طبق وتوزيعهم على الناس فى الحفل، ولمدة شهر كامل، وعرف هذا الطبق من يومها بطبق “أم على”، وتنتشر هذه الحلوى بين البلاد بأسماء مختلفة وبتنوّع بعض الإضافات، ففى العراق يسمّونها “الخميعة” ويضاف إليها الزبد، وفى السودان تُسمّى “فتة لبن”، أما فى السعودية فهو الطبق الرئيسى فى الحفلات والمناسبات.
* التمر الهندى
يُعدّ التمر الهندى الراعى الرسمى لمائدة وإفطار شهر رمضان الكريم، وقد عثر علماء الآثار على التمر الهندى فى مقابر الفراعنة، وجاء وصفه فى إحدى البرديات القديمة كعلاج طبى، وقد عرفت الدول الأوروبية التمر الهندى فى العصور الوسطى، عن طريق العرب أثناء الفتوحات الإسلامية، وحينها أدركوا الأهمية العلاجية والطبية له،كما أكّد الأطباء الفُرس القدامى هذا الأمر، أما عن الموطن الأصلى للتمر الهندى فهو فى إفريقيا الاستوائية، وعُرِف قديمًا فى مصر والهند وجزر الكاريبى، ويُعرف التمر الهندى فى بعض البلدان بأسماء أخرى مختلفة، منها: الحمر، الحومر، العرديب والصبار.
* قمر الدين تُعدّ سوريا الموطن الأصلى لقمر الدين ومن أكثر البلاد المصدرة له، وتوجد أجود أنواع قمر الدين فى بلدة “غوطة دمشق” التى تشتهر بزراعة المشمش بأنواعه المختلفة، أما عن سرّ تسميته بهذا الاسم فهذا يرجع إلى أن أول بلدة أنتجته كان اسمها “أمر الدين”، وهى بلدة شامية أيضًا، وعن طريقة تحضيره قديمًا – بالطريقة التقليدية قبل استخدام الآلات الحديثة – فقد كان يتم عصر المشمش وإضافة السكر، ثم يُغلى هذا الخليط ويُصبّ على ألواح خشبية مدهونة بزيت الزيتون، وتُترك فى الشمس حتى يجفّ العصير، وبعد ذلك يتم تقطيعه وتغليفه فى شكل طبقات، ولكن مع زيادة الطلب على قمر الدين السورى تم استخدام الآلات الحديثة فى صناعته وتحضيره.
* الخرُّوب كان الكنعانيون يستخدمونه قديمًا كأداة للوزن والعدّ، كما تستخدمه بلدان أخرى كعلف للحيوانات وخاصة الخيل، ولشجرة الخروب أهمية كبيرة، فيستظل الرعاة بظلّها كما يُعدّ جذع شجرة الخروب مكانًا مميّزًا لبناء خلايا النحل والنمل، وهو عبارة عن قرون عريضة تنتمى إلى فصيلة البقوليات، وتُعدّ منطقة حوض البحر المتوسط الموطن الأصلى لها، كما تعتبر فلسطين أكثر البلاد إنتاجًا له ،إذ إنها تنتج أكثر من مائتى طن من ثمار الخروب.